فلسطين أون لاين

"أداةٌ ظرفيَّة انتهتْ بأمنية الحظِّ السَّعيد"

"أقلُّ من إنسانٍ مهدورٍ دمُه وأكبرُ من خائنٍٍ لم يعرفْ قراءةَ التَّاريخ".. إليكم قصَّة ياسر أبو شباب

...
العميل ياسر أبو شباب

"أقلُّ من إنسان وأكبر من خائن"، حاز على شهرةٍ كبيرة في خيانة أهله وأرضه التي وصل إليها بعد التخابر العلنيِّ مع الاحتلال "الإسرائيلي" الذي لم يجد له اسمًا سوى "مليشيا" مُسلَّحة أو "أداةٍ في يده ستنتهي بمجرد انتهاء المصلحة"، اعترفتْ به مرةً خادمًا يقصُّ الأثر خلف المقاومين الفلسطينيين لكشف الكمائن، وأنكرته مراتٍ أكثر، كانت آخره سخرية كبيرة.. "عفوًا من هو ياسر أبو شباب؟"

إنه ياسر أبو شباب، ثأرٌ كبيرٌ في قلب كلِّ غزِّي من شمال القطاع إلى جنوبه، تبرأت منه عائلته منذ اليوم الأول لإعلان خيانته وتخابره مع الاحتلال، وصولًا إلى استغناء الاحتلال عنه عقب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فجر أمس الخميس.

ومنذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النَّار في غزة، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي سخريةً بالعميل "أبو شباب" وعصابته، منتظرين اللحظة التي يقع فيها بين أيدي المقاومة لتصفية الحساب الطويل من الخيانة والعمالة والسرقة.

وتساءل عدد من المغردين: "أكثر ما يثير الفضول الآن هو مصير ياسر أبو الشباب ومجموعته بعد وقف إطلاق النار في غزة؟".

كان يعتقد أبو شباب أنه سيحظى بحماية الاحتلال، لكنه ما قرأ التاريخ يومًا ليعرف مصير من سبقه من العملاء، إما القتل أو الهروب إلى اللامكان، وسرعان ما تبخَّر اعتقاد العميل أبو شباب مع صفعةٍ مدوية أعلن فيها الاحتلال الاستغناء عنه بشكل تام واختصرها بالقول "دبِّر حالك".

وعلَّق موقع "حدشوت يسرائيل العبري"، على تقارير اعتراض جيش الاحتلال حول مقترح جهاز الشاباك حول إمكانية نقل عناصر المليشيات المدعومة في غزة إلى معسكرات مغلقة في غلاف غزة، حال انتهاء الحرب.

وقال الموقع العبري، إن الحرب في غزة انتهت، و"حماس" يمكن أن تعمل الآن بحرية في قطاع غزة، أمَّا عن ميليشات أبو شباب "نتمنى له حظا سعيدا وكذلك حظا سعيدا لكل المجموعات المسلحة الأخرى".

وذكر مسؤول في الجيش الاحتلال ليديعوت أحرونوت، "خلال أيام سينهي الجيش عمل عناصر ياسر أبو شباب في قطاع غزة".

ودخلت أكثر من جهة رسمية وإعلامية "إسرائيلية" على خط الشماتة في وقوع أبو شباب وجماعته في فخ الاحتلال.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم، نقلاً عن الصحفي آفي برئيلي، أن "الجيش الإسرائيلي" اعترض خلال نقاش أمني مطول على مقترح جهاز الشاباك بشأن إمكانية نقل عناصر الميليشيات المدعومة في غزة إلى معسكرات مغلقة في غلاف غزة في حال انتهاء الحرب.

وأشارت المصادر إلى أن جهاز الاستخبارات العسكري "أمان" رصد دلائل على احتمال هروب بعض العناصر بعد وعود حماس لهم بالعفو أو الحماية، ما يزيد من تعقيد تنفيذ أي خطة نقل واحتواء.

وأضافت أن الجيش يرى أن التحكم الكامل بهذه العناصر داخل معسكرات مغلقة قد يكون صعبًا جدًا في ظل استمرار التوترات الأمنية والعمليات العسكرية في القطاع.

والأسبوع الماضي، قال الصحفي "الإسرائيلي" في صحيفة “هآرتس” العبرية تسفي برئيل إن عددًا من عناصر مليشيا أبو شباب يعيشون حالة خوف وقلق من المصير المجهول، وسط تساؤلات عن مصيرهم في أي ترتيبات قادمة.

وأكد برئيل، إلى أن بعض عناصر المليشيا بدأوا باللجوء لوساطات غير مباشرة مع حركة حماس بهدف تأمين عفو عنهم، تحسبًا لتخلي “إسرائيل” عنهم أو تصفيتهم ضمن ترتيبات إنهاء الحرب.

ويوم الأحد الماضي، كشفت مصادر، أن خمسة عناصر من عصابة "أبو شباب" بادروا خلال الأيام الماضية إلى التواصل مع عائلاتهم، طالبين وساطتهم لدى "أمن المقاومة" من أجل الحصول على عفو مقابل تسليم أنفسهم، وذلك بعد شعورهم بالتخلي الكامل من قبل قادة العصابة.

من هو ياسر أبو شباب؟

 مولود 27 فبراير 1990، من المنطقة الشرقية لمدينة رفح، اعتقل عام 2015 بتهم تتعلق بتعاطي وترويج المخدرات وحكم عليه بالسجن 25 سنة، ثم فرّ من سجن أصداء بخانيونس مع بداية العدوان في أكتوبر 2023.

شكّل عصابة تضمّ ضباطًا سابقين في أجهزة السلطة وتجار مخدرات، وارتبطت تقارير ميدانية بأن مجموعته عملت على السطو على قوافل المساعدة وإعادة بيعها، وبُرِزت كقوة مسلحة مدعومة ومحمية من قبل عناصر وعتاد إسرائيلي بهدف فرض “حكم محلي بديل”.

يُعتبر ياسر أبو شباب عميلًا ومتعاونًا مع الاحتلال، مسؤولًا عن تنفيذ سياسات “هندسة المجاعة” وتهيئة ظروف تهجير مدعومة سياسيًا وعسكريًا، كما تولى قيادة عمليات تمشيط والبحث عن مقاومين وتدمير عبوات ناسفة، مدعومًا بحماية دبابات إسرائيلية وفق تقارير ميدانية.

يقر ياسر أبو شباب، قائد ما يطلق عليها "القوى الشعبية" المدعومة من الاحتلال في قطاع غزة، بوجود علاقات بالسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنهما "شريكان في الفحص الأمني للوافدين" إلى المنطقة الخاضعة لسيطرته شرق رفح.

المصدر / فلسطين أون لاين